الأحد، 3 مارس 2013

الحب العذري

نسمع كثيراً عن الحب العُذرىّ.. وكثيرٌ منا يعرف معناه بأنه الحب العفيف الطاهر النقي.. وهذا صحيح إلى حد بعيد وهناك من يفهمه على أنه حب من طرف واحد.. وهذا خطأ وأقرب التعريفات للصحة هو: الحب النبيل الشريف الذي يخلو تماماً من أي نزعة حسية جسدية وهو البراءة في أفضل صورة، يرتفع عن الدنايا ويسمو بالروح فوق الشهوات.
أصل كلمة العُذري جاء من قبيلة (بنو عذرة) إحدى قبائل قضاعة في شمال الحجاز يقيم أهلها ويسكنون بوادي القرى بين تيماء وخيبر، وسُمِّيَ بهذا الاسم واشتهر به، لشهرة أهل هذة القبيلة بهذا النوع من الحب الشريف فلقد كانوا يعيشون حياة رغدة مترفة هانئة بها شيء من الفراغ والاستقرار.. بلا منازعات ولا حروب كباقي القبائل فانتشر نتيجة لذلك الشعر الوجداني بما فيه من وصف للنفس والعواطف الإنسانية.. لدرجة أنهم اشتهروا بين العرب بأشعار الغزل العفيف وكان للإسلام دور كبير وأثر فعّال في ذلك، فلقد نهاهم الإسلام عن الوصف الصريح وانتهاك الحرمات كما أثَّرت بيئتهم الصحراوية بما فيها من سكون وصمت على إضفاء نوع من الشجن والحزن النبيل في أشعارهم  التي كانت عبارة عن غزل عفيف بما فيه من شرف وقدسية تجاه المرأة لدرجة حوّلتها إلى كائن ملائكي تحول قدسيته دون لمسه وحتى إن كانت هذه المرأة تحبه على نفس الدرجة وكانت تصله (يستطيع أن يراها ويحدِّثها) فإنه رغم ذلك يشعر باليأس والألم وفي بعض الحالات بالجنون ومع ذلك هو سعيد راضي بهذا الحب؛ وكانت المرأة أيضا سعيدة بهذا الحب رغم ما فيه من ألم ويأس.
عندما سألوا إحدى العاشقات عن الحب في قبيلتها قالت: "نحن قومٌ إذا عشقوا ماتوا!"..، وهناك من قالت: "نحن أرق الناس قلوبا.. فينا تعفف يورثنا رقة لدرجة تفنينا عشقاً"..، وفي مرة سألوا عاشقاً: ماذا تفعل لو ظفرت بمن تهوى؟، قال: "كنت أُمتِّع عيني من وجهها وقلبي من حديثها واستر منها ما لا يحبه الله، واعصي الشيطان في إثمها..، وعندما سألوا بثينة.. (عاشقة جميل) قالت: "ما عندي أكثر من البكاء إلى أن ألقاه في الدار الآخرة، أو أزوره وهو ميت تحت الثرى.
الحب العُذري عند العرب يقابله في الثقافة اليونانية الحب الأفلاطوني نسبة إلى الفيلسوف اليوناني الأشهر أفلاطون.. والذي رتِّب الحب منازل، أدناها الحب الجسدي الذي يتيح للإنسان الخلود من خلال الذرية والنسل، وهو ضروري لبقاء النوع، يلي ذلك الحب الروحي حيث يعشق المحب روح
المحبوب، وهو عنده له ذرية أيضا ولكن ذريته تكون عبارة عن خصال
الفضيلة والحكمة، ثم يأتي في أعلى المراتب، الحب المثالي.. (الأفلاطوني) وهو الذي يرقى فيه العقل فوق العالم الحسّي ويرتفع إلى عالم الجمال المطلق والمثالية، وهو الغاية التي ليس وراءها غاية.
من أشهر قصص الحب العُذرىّ:
قصة قيس بن الملوّح وليلى العامرية..، وقصة قيس بن ذريح ولبنى..، وكثير وعزة..، وجميل وبثينة..، وتوبة وليلى الأخيلية..، ومالك وظريفة..، والصّمّة وريّا..، وعروة بن حزام والعفراء..، وعبد الرحمن القس وسلاّمة..، والحارث بن خالد القرشي وعائشة بنت طلحة..، والعباس بن الأحنف وفوز..، و ذو الرّمة وميّة.

دا رد ضياء عزت لما سالته عن معنى قضاعة

"قضاعة يا ستي دة اسم قبيلة عربية في الجزيرة العربية والشام وهي من أهم وأكبر القبائل العربية لحد دلوقتي.. وهي متفرعة لبطون كتيرة جداً.. زي بني عُذرة اللي قلت عليهم في المقال.. واتسمت كدة نسبة إلى مؤسسها.. ومؤسسها ده تاريخياً اختلفوا مين هو:
هو.. قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
وللا هو.. قضاعة بن معد بن عدنان "

/

ضياء عزت

2 التعليقات:

مروه زهران يقول...

الله مقال حلو أووووووووى

ياريت المسئول عن المدونة يشيل رمز التحقق عشان التعليق يبقى سهل

TNT magazine يقول...

أهلا بيكِ ..

أوكي ح أشوف موضوع رمز التحقيق :)

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by NewWpThemes | Blogger Theme by Lasantha - Premium Blogger Themes | New Blogger Themes تعريب قوالب بلوجر