الاثنين، 25 فبراير 2013

التحرش الفكري و دول العالم الثالث


كثيرا ما يتبادر الى اسماعنا لفظ التحرش باعتباره محاولة الاعتداء على الجسد بأي شكل من الأشكال لكن أصبح التحرش غير قاصراً على التحرش الجسدي ولكن هناك نوع آخر من التحرش يمارس دولياً ضد الفكر , ضد الابتكار وضد الموروثات الثقافية . تحرش لا هدف له سوى التبديد .. تبديد المعتقدات الفكرية والثقافية , تبديد الأفكار والابتكارات التي تحاول شق غيوم أفق مظلم للوصول إلى مستقبل مجهول .
التحرش الفكري الذي يمارس من دول استبحات ساحات دول اخرى تعاني وطئة نزاعات سياسية وصراعات فكرية وتخلفٌ علمي لشن هجوم شرس على كل ما تمتلكه من هوية وبث أفكار هدامة لمجتمعاتها للحيلولة دون تقدمها و الحرص على تخلفها الدائم عن ركب الحضارة والتقدم .
والتحرش الذي أخصه بالذكر اليوم هو التحرش الفكري , التحرش العقلي الذي يمارس ضد أي عقول نابغه تحاول جاهده النهوض ببلادها . ذلك التحرش الذي يمارس من دول متقدمه علمياُ وتحتكر سوق الاختراعات والابتكارات بعلومها وتقدمها ، وبالتالي فإن أي محاولة للتدخل أو مواكبة هذا التقدم من دول أقل ما يقال عنها أنها دول متخلفه علمياً يكون له المصير الأوحد " الموت في طور النمو " .
نعلم جميعا ما يتم شنه من هجوم شرس على العقول في الشرق وبالأخص في الدول النامية ، منها الدول التي ليس لها دخول بترولية ضخمة كدول الخليج ليس لها ثروة بترولية لتسعى إلى بلدان العالم المتقدم لتديره لها أو لتتكفل بعملية تصنيعه واستغلاله ، ولكنها بلاد تحاول جاهدة صنع تقدمها بسواعد عقول ابنائها . لسنا هنا يا سادة لمناقشة سلسلة اغتيالات تمت ضد عقول ليست مصرية فقط ، ولكن عقول مصرية وجزائرية وافريقية وأخرى لم نعلم عنها شيئاً وإن كان يتزاحم رأسي بصورهم قتلى والفاعل " كالعادة مجهول " , لكننا هنا بصدد قضية فكرية علمية وليس من المستبعد أن تكون سياسية , ليست سياسية بالمعنى المقصود والمتعارف عليه ولكنها سياسية لأن العقول والفكر هو ما يساهم في بناء الأمم وليست فقط السواعد . انتهى زمن السواعد يا سادة لم تعد السواعد وحدها هي القادرة على القيام بنهضة البلدان , أصبحت العقول الآن هي القوة الكبرى في التحكم بمصائر أمم بأكملها .
كلمة اخيرة أتوجه بها لك عزيزي القارئ " نحن في دول العالم الثالث نشعر بهذا المخطط يمارس ضدنا بكل دقة ونحن نستسلم له بكل قوة أيضاً , تلك الدول لن تتورّع في إزاحه كل من يحاول أن يجاريها علمياً , اقتصادياً أو حتى سياسياً ليس في دول العالم الثالث فقط ، ولكن في دول العالم أجمع , لن تتوقف هذه الحرب أبد الدهر ضد الدول المحتكرة علمياً والدول التي تسعى لتحقيق نهضتها علمياً . ولكن العلم ليس حكراً على أحد , نستطيع أن ننهض فكرياً وعلمياً بعقول ابنائنا و لكن سيأتي هذا بعد جهد وتضحيات كبيرة , نعم نستطيع فتلك الحرب الباردة لن تنتهي ونحن ايضاً لدينا من يستطيع أن يحقق لنا تلك النهضة ولن ينتهوا "
( عندما تصر على شئ  سيتضافر كل الكون لمساعدتك على تحقيقه/ باولو كويلو " الخيميائي " )  , فلنصرّ فقط على الوصول ...
                                                                                                                                                    
  /                                                                                                                                                     روز ....


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by NewWpThemes | Blogger Theme by Lasantha - Premium Blogger Themes | New Blogger Themes تعريب قوالب بلوجر