الثلاثاء، 26 فبراير 2013

دموع البراء



رموز للرضا والصبر

الكثيير من الفقراء رموز للرضا والصبر والثقة واليقين بالله على الرغم من معاناتهم الشديدة  .. ونحن من تعلمنا وقرأنا ، و تتوفر لدينا الكثير من سبل الحياة ، نظل نشكو ونتمرد ونلعن الحياة إذا تألمنا قليلاً !

( أم ابراهيم الله يرحمها ويجعل مثواها الجنة ( رمز الصبر والرضا

عندما سألها المذيع  : مش عايزة أى حاجة .. مش ناقصك أى حاجة يا أمى ؟
ظلت تردد : ( ربنا موجود ، ربنا سبحانه وتعالى بيحدفلى شوية العيا ويشيلهم على طول .. يعنى ربنا سبحانه وتعالى معايا .. الحمد لله .. اللهم لك ألف حمد وشكر)

 /

 رمز آخر ظهر فى فيديو فقراء الصعيد وكتب عنه أحد الأشخاص الذين ذهبوا الى  فقراء الصعيد  وقال :
(صوت وكلمات احدى العجائز التى رأيتها فى الصعيد تطارد مخيلتى .. تلك العجوز تعيش ذل يومى دون احترام أو مراعاة لكبر سنها .. تلك العجوز لم تجد سرير لتنام عليه فنامت على سرير من الطوب .. ولم تجد سقف يحميها من برد الشتاء أو حرارة الصيف الهالكة فنامت فى العراء وتلحفت بالسماء الملبدة بالغيوم كحياتها المليئة بالهموم والأحزان . وعندما سألناها
(راضية ياحاجة .. ؟ ، ترد لتقول  : راضية جوى جوى ربك كبير ياولدى ومبينساش حد )

 /

لقد تعجبت من قدرتهم على الرضا و قول الحمد لله والثقة واليقين بالله ، وخجلت من نفسى الجاحدة للكثير من النعم وتسائلت بينى وبين نفسي "    كيف لهؤلاء ان يعيشوا بهكذا وضع ويظللوا يرددوا الحمد لله ؟ !"

كيف لها القدرة أن تقول "الحمد لله "وهى تمكث طوال حياتها فى هذا المكان القاسى الذى يفتقد الاحتياجات البشرية الأولية ؟ !لماذا لم يتمردوا ويبكوا ويصرخوا ويلطموا ويشكوا مثلنا عندما نتعرض لألم أقل حدة بكثير مما يتعرضوا اليه كل ثانية من عمرهم وأيام حياتهم ؟ !

أأعتادوا البؤس والشقاء والوجع والهم الذى يحتل كل أيامهم وربما أدمنوه أيضاً .. هل الراحة والسعادة ترهقهم أكثر من كل الأشياء التى ترهقنا نحن ؟ !ألم يتعبوا وهم يشعروا بمعاناتهم تزيد وواقعم يزداد مرارة وقسوة مع تقدمهم بالعمر؟  !أم هم من يتصفون بالنفس العزيزة .. أغنياء من التعفف كما وصفهم الله فى كتابه العزيز ( لا يسألون الناس إلحافا ).. لا يشكون ولا يطلبون مساعدة  ويرضون بما قسم الله لهم .. رغم أنهم في أشد الحاجة إلى من يعطف عليهم ويسأل عنهم؟ !

أرزقهم الله الرضا والسلام الداخلى أم  أنهم رأوا أن الصمت أبلغ من الكلام ؟ !أمازال بداخلهم القدرة على التفاؤل والحلم .. أم أنهم ضاقوا من انتظار طلوع الصباح فاستسلموا بيأس للواقع المؤلم ؟ !

هل يمكن للانسان أن يعيش بلا أمل .. أم أنهم قد امتلئوا ثقة ورضا ويقين بالله ؟! ألهذه الدرجة هم  أنقياء من الداخل ليحمدوا الله وهم فى أهلك الظروف ؟! أهم يطبقوا فلسفة ايليا أبو الماضى ( كن جميلا ترى الوجود جميلا ) .. وكيف أدركوها وهم معزولين اجتماعياً وفكرياً ودينياً .. ونحن من قرأنا وتعلمنا ونحيا أفضل منهم بكثير لم نتصرف بمثل نقائهم وصبرهم ورضاهم بنعم الله علينا ؟!

ألهذه الدرجة أصبحنا جاحدين في أن نرى أى شيئا جميلا ؟!  ..

/

مروة زهران

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by NewWpThemes | Blogger Theme by Lasantha - Premium Blogger Themes | New Blogger Themes تعريب قوالب بلوجر