الثلاثاء، 26 فبراير 2013

التواصل الناجح


يحكى أنه كان هناك رجل متسول أعمى  يجلس في الطريق وبجانبه لوحة مكتوب عليها ( أنا أعمى ساعدوني )

كان يساعده القليل من الناس ، والباقي يعرضون عنه . حتى جاءت امرأة وفعلت شيئا جديداً ، لم تعطه مالاً وإنما أخذت اللوحة وكتبت عليها شيئاً ثم انصرفت ومن وقتها وبدأت الأموال تنهال على الرجل وفى آخر اليوم وبعد أن جمع الكثير من المال عادت المرأة فعرفها الأعمى من حذائها وقال ماذا كتبت قالت لقد كتبت نفس المعنى ولكن بألفاظ مختلفة كتبت ( ياله من يوم جميل .. لكنى لا استطيع أن أراه )

لعلك سمعت هذه القصة من قبل ولكن أريد أن أقول لك شيئا مهماً وهو أنه ليس المهم ما تقوله وإنما المهم ماذا يفهم الناس من قولك ! فكم مره حاولت فيها أن تداوي جراح أحد فزدتها لعدم انتقائك لألفاظك .

يقولون  ( معنى الاتصال هو النتيجة التي تحصل عليها ) ، أي أنه ماذا فهم الناس من كلامك .
ويؤكد النبي صلى الله عليه هذا المعنى فيقول "حدثوا الناس بما يفهمون أتحبون أن يكذب الله ورسوله "

 فانتقى ألفاظك واحذر من جرح الناس بكلامك فلرُبّ كلمة تكون أشد عليهم من طعنات السيوف !
وهذه بعض القواعد التي أتمنى أن تعتمد عليها في كلامك مع الناس :

أولا : لا تبكِ على اللبن المسكوب .

ابتعد كل البعد عن لوم الناس فإنه من أكثر الأشياء التي تؤلمهم ، ثم أنه لن يغير شيئاً من الواقع . قوّمهم وأنصحهم ولكن لا تلزعهم بسوط اللوم !

فقد كان هناك ولد يلوم كل الناس ويجرحهم دائماً بكلامه ، وفى يوم من الأيام أعطاه والده كيساً من المسامير وقال له ثبت هذه المسامير في الحائط وبعد أن انتهى الولد من تثبيت كل المسامير عاد إلى والده فقال له الوالد اذهب فانزع كل المسامير ففعل الولد ثم عاد إلى والده فقال له لقد فعلت ولكن هناك بعض الآثار في الحائط فقال الوالد هكذا يكون جرح الناس فأنت تلومهم وتجرحهم فإذا جئت لتصلح ما فعلت فانه لن يزيل اثر ذلك الجرح !

فابتعد عن اللوم قدر المستطاع ..

ثانيا : اهتم بكل الناس .

فكما يروى لنا عمرو بن العاص أنه ذهب يوماً إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحب الناس إليك قال عائشة قال ثم من قال أبوها وظل النبي صلى الله عليه وسلم يرتب صحابة ولا يذكر عمرو حتى توقف عمرو عن السؤال خشية أن يضعه النبي في آخر الترتيب – أو كما قال – فمن معاملة النبي لعمرو أشعرت عمرو بأنه أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم !

هكذا تكون المعاملة ، عامل كل شخص وكأنه أقرب الناس إليك ، حتى يألفك الناس ويحبونك ويحبون مجالستك . والآن فلنحلق في سماء التواصل الفعال ، ولنجعل كل الناس تحبنا وتألف مجالسنا .

هذه بعض النصائح قدمتها إليك أخي الحبيب لنصل سويا إلى عالم التميز بإذن الله .

/
مدرب تنمية بشرية
محمد صلاح
رفيقك إلى النجاح


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by NewWpThemes | Blogger Theme by Lasantha - Premium Blogger Themes | New Blogger Themes تعريب قوالب بلوجر