حال منصوب

 هو للأسف منصوب؛ لإنه بصراحة مش لاقي حاجة  تفرَّحه، هيفرح ليه يا حسرة ؟؟ إذا كان كل فرد هيبقى له 3 أرغفة في اليوم !! و الحكومة وراه في كل حاجة حتى في أحلامه. حال اتنصب عشان مش لاقي حد يعبّره، ينزل في ميدان أو يقف كسلان أو حتى ينادي في الأحلام محدّش معبّره، مهما يُصرُخ و يزعّق أو يخبط دماغه في الحيط..مش فارقة كتير؛ لإن أسياده مشغولين بما هو أهم من صحة المواطنين !! أهم حاجة حماية المنشآت، و مش مهم البني آدم ولا كام واحد مات، ما هو العدد في اللمون و اللي مات مات...

حال يصعب ع الكافر، لا هو مجرور ورا نهضة ولا مرفوع بإيد عمّال !! حال اتعوِّد ع المهانة، و مع أي حد ينزل لازم يبقى في غباوة، قول عليهم عملاء أو خونة أو مفسدين، بياخدوا 50 جنيه و كيس بست و مأجورين !! كدا أو كدا الجبنة " النستو " كشفتكوا يا معفنين !! مهما كانت وظيفتهم و مهما كان رأيك فيهم، دول مصريين و ليهم مطالب حتى لو مخدوعين !! زي بالظبط اللي نزلوا أيام مبارك و كانوا مفسدين !! و واجبك إنّك تسمع ليهم بدون حوارات و لا مشاورات..و لا تأخير و لا تبذير.. و لا إسراف و لا إنكار !!

 من ناحية الإقتصاد بينهار، و الجنيه المصري ثبّتوه و  خدوه في حارة مزنوقة، و البلد مفيهاش استقرار، دا اللي بيقولوه، بس في وقت الشدّة المصري بيبان !! كل واحد يموت هيتصرف له معاش كام ألف و كام " تويتة " و خطاب من عند الرئيس !! و هنقول عليهم شهداء الواجب و الوطن و الدين، و مش هنبخل عليهم بأي نفيس !!

 ماتستغربش إن المصري بيتعامل برّه بـ " سفالة" ، إذا كان في بلده معتبرينه " عالة "، مفيش أدنى مسئولية تجاه المواطن سواء من الرئيس أو الوزرا و المسئولين، و على رأي محمد صبحي في مسرحية " تخاريف " لمّا قال : " إن المسئولين فضلوا 4 شهور يدوّروا على أسباب المشكلات في البلد، و بعد التمحيص و التدقيق، وجدوا أنهم كمسئولين " مش مسئولين " !!

 الدم المصري بقى رخيص، و مع كل واحد يموت بيطلع إيّاهم يحددوا موقفه في الدنيا – اللي في رأيهم – على أساسه هيتحدد موقفه في الآخره، سواء إخواني أو سلفي ، علماني أو ليبرالي، اشتراكي أو حتى سوداني !! ماتفكّرش كتير عشان ماتتعبش، يمكن الأحداث اللي بتحصل دي تكون " فاتحة خير " !! أو زي ما هم شايفينها " بُشرِة خير "؛ لإن الشباب هم اللي بيموتوا و هيفضل اللي عندهم الخبرة من الشيوخ و كبار " الجهابذة " اللي مشغولين أكتر بالانتقال من قناة لـ قناة !!

مش مهم الشباب يموتوا، هم دايماً عندهم حالة هيجان و استنفار، و بعدين الكبير كبير، و الراجل الكبير يعرف كتير، اسألوني أنا، أنا دكتور سنان و عارف إن الكبير بيستحمل أكتر م الصغيّر، عشان كدا بدّوس عليه، و مش مهم الصغيّر لإن كدا كدا هيقع و ييجي غيره، و بدل و ما نكون 90 مليون هنخس و نرجع للنُص، و دا إنجاز لإنّه بدون أي أدوية أو جراحة أو حتى باستخدام الشاي بتاع " مينج الصيني " !!

ما تزعلش إن مفيش نهضة؛ لإن بصراحة مفيش مقدمات، يعني لسّه الناس بتغسل هدومها في النيل، و ناس تانية مش لاقية تاكل أو بتبيع مناديل، و أطفال سرقنا منهم أحلام طفولتهم ، و بقت العلبة فيها فيل !!

الشعب دا طيّب أوي محتاج اللي يراعيه، يحصنه و يخاف عليه، بس من غير ما يستغفله أو يضحك عليه، كل اللي الناس محتاجاه هي ابتسامة على وش واحد -على الأقل- مؤمن بالتغيير، مش مهم يكون علماني أو ليبرالي أو بمصحف وسيفين !! بس على أد ما الشعب دا طيب إلّا إنّه " صايع بطبيعته " لا يقبل المساومة أو القسمة على 2  !! و في آخر 100 سنة عمل 3 ثورات و 4 حروب و كام حركة مع كام إسفين !! يعني ببساطة شعب ملوش أمان، و رغم كدا صبور لدرجة الغليان، خد بالك محدّش بيعبّر عن الشعب إلّا اللي عاش وسطيهم و شاف فيهم الغلبان، وقف في عزا أو راح ملجأ أيتام !! حسّ بيهم و شاف البسمة و هي بتجري في عنيهم، و اختبرهم في عز الشدّة و الهوان !!

محتاجين حاجات كتير عشان نكون أحسن، محتاجين تفاؤل و أمل و نعمة نسيان، و مش عايزين " تويتات " و لا خطابات و لا " حكومة إنقاذ " !! محتاجين ناس فاهمة و واعية و شهود للعَيَان !! أنا عن نفسي عارف بكره مخبّي إيه، أكيد معرفش الغيب، بس كل حاجة و ليها مقدمات !!

خليك متفائل..خليك صبور، شغّل دماغك و امشي بنظام و احترم الدور، انسى الدستور و المجلس و الرئاسة و أي طرطور، و عشان أريّح ضميري أنا مش ندمان إنّي قلت زمان إن البلد دي كبيرة ع الإخوان، و لسه عند رأيي، مصر مش هتتقدّم بالمولوتوف و الغاز و الضرب في المليان، مش هتتقدّم لا باليمين و لا بالشمال ولا حتى بالإخوان، البلد دي هتتقدّم لمّا كل واحد فينا يحسّ إنها بتاعته، إنها حتّه منّه لا تقبل النسيان !!

اللي بيحصل الأيام دي عادي ولا أي اندهاش، نظام معندوش للوقت قيمة، و الدم عنده ملوش فضيلة، و لمّا تيجي تكلّمه بيصدّرلك " الإسلام " !! من حقك تتظاهر و من حق الشرطة تقتلك، و اللي قتلوك هيطلعوا زي إخواتهم براءة؛ لإن نيتهم كانت صافية؛ ما هي ماشية بالنيّة !!

عزيزي...أنت في مصر، يعني لا وقت للإندهاش !!

/ 

أحمد سعودي

Posted in: تفجيرات سياسية