الأحد، 3 مارس 2013

مدحت



قال مدحت إني سأوحشه وبالأحضان أخذني. لم أكن في وعيي المعتاد عندما أخبرني أنه سيهاجر بالفعل
. يا مدحت كم فتاة حسناء ستفتقدك يا أخي؟. بلا فائدة. أراه يسير مبتعدًا. لم تكفِ اللحظات التي قضيتها معه بالتعرف به. كان قليل الكلام كثير التلفت. ولكن.. هل الهجرة هي التي ستفك عقدة لسانه وتجعله يبوح؟. رميت السيجارة حانقا ومشيت حثيثا. هل ما فعله الفتى صواب أو خطأ؟. كنت قد شارفت على الوصول إلى المنزل فوقفت على الناصية متأملا الموقف.
أحنقتني نظرات زوجتي قبل دخول البيت. من الأفضل التسكع قليلا الآن. ماذا لو هاجرت مثل مدحت تاركا الجميع؟. عكفت على العبث بحجر ألفتيه بيدي. قال مدحت مرة إنني جيد بالتصويب. رقبت قطة تقترب فرطمتها بالحجر. جريت مبتعدًا حتى وصلت إلى المنزل الحزين. استقبلتني امرأتي بورقة طلبات يجب أن أنزل وأبتاعها.
أمام البقال عبست في وجهه. فلم يرد ذكر النوتة بالحوار. أخبرته أني سأهاجر. فهز رأسه مطرقا. عبثت ببعض الحلوى وكدت أشتري شيئا. أعطاني حاجياتي فتلكأت في العودة. قلت: هل سأوحشك؟. أطلق ضحكة. تلتها سبة بذيئة.
وأشاح بيده.

/

أحمد منتصر
مدير دار نشر طنطا بوك هاوس

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by NewWpThemes | Blogger Theme by Lasantha - Premium Blogger Themes | New Blogger Themes تعريب قوالب بلوجر