الأحد، 3 مارس 2013

بيتنا القديم


كنت في طريقي لمدينتي القديمة لم أتصور أن أعود يوما إلى موطني الذي هجرته ، ومدينتي الصغيرة التي تركتها منذ سنوات وكأنني كنت أهرب من كل ما أعرفه!

شعرت بدقات قلبي متسارعة وأنا أقترب من منزلنا القديم وتعجبت كيف كل هذه السعادة للقاء بيت بارد خالي من الأحباب فلن ينتظرني عناق إخوتي وابتسامة أمي ، ودفء قبلات جدتي وهي تحضر الطعام واقفة على قدم وساق ، حتى عندما كان يشتد عليها المرض كانت تصر على تحضير أفضل الأطباق لاستقبالنا .

 لن يستقبلني أحد على الإطلاق فقط صور الذكريات وصورهم على الجدران أود أن أقبلها فأشتم فيها عبق من رحلوا ، لم يتبقى منهم سوى بعض الصور ورفات وقبر ! عند الدخول شعرت برهبة كان البيت من الطراز القديم بأسقف عالية وأبواب خشبية ثقيلة ومقابض نحاسية و أرضية خشبية انفصلت ألواحها عندما تطأها قدميك تحدث صوتا مزعجا .

كنت أرى كل شيء كأنما لم تمر أعوام وكأنما لم يرحل أحد ،مائدة ضخمة تتوسط المنزل عليها كل ما لذ وطاب أصوات ضحكاتنا تتعالى ونحن نلعب ونركض أنا وإخوتي ، أمي تساعد جدتي في تحضير الطعام ، وأبي يجلس أمام التلفاز وهو لا ينتبه إليّ مطلقا وإنما منهمك في قراءة الجريدة ، ربما تبعث الأماكن دفئا يشبه دفء الأهل والأحباء ، فهي تذكرنا بكل مشاهد الحياة التي مرت بها ؟!!

/

رشا نعمان

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by NewWpThemes | Blogger Theme by Lasantha - Premium Blogger Themes | New Blogger Themes تعريب قوالب بلوجر